الربيع العربي وثوراته

الربيع العربي وثوراته لايزال صنّاعة
 يبحثون عن مكان في مسلمات التاريخ ليتحول مع أيقوناته الى مقدس لايحاكم ومعبد من معابد الشرق لأنه يقدم نفسه على أنه ثورات شعبية عفوية نقية لاطبقا مسموما وديناميتا في قلب الأمة .. ويختبئ مع أسراره في معابد التاريخ حيث يحرق حوله البخور وتقرأ التمائم ..
المتحمسون للربيع بدؤوا يحسون بالضيق بسبب عيوب وفتوق واضحة في سيرته وبنيته وبسبب الحرج المكتوم لأنه لم يأت الا بالكوارث وضباب المستقبل ودخان الشكوك وهم يطلبون منا أن ننتظر استقرار الموج لأن للثورات رحلة طويلة كما يدعون .. ولكن آخر الربيع أكثر ظلمة من أوله كما يبدو .. ويذكّرنا بحديث الرسول لأهل البقيع عندما جلس الى القبور يشكو الفتن ويقول: "أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم .. يتبع أولها آخرها .. والآخرة شر من أولها" .. وكأني برسول الله يجلس اليوم على حدود بلدان الربيع وهو يبكي ويقول: أقبل الربيع كقطع الليل المظلم .. آخر الربيع أكثر شرا من أوله .. لأن ذيل الثعبان وصل قبل رأسه" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق